وهذا برغم كل الإشارات التي كانت قد أرسلتها طهران بعدم الردّ حال كان الهجوم الإسرائيلي مقتصرًا على أهدافٍ عسكرية صرفة، دون أن تمس بمنشآت الطاقة والبرنامج النووي وكوادر النظام.
لكن المتغير اللافت فيما كشفته عنه الشبكة الأميركية أن الردّ الإيراني الحاسم والمؤلم هذا سيكون قبل الانتخابات الأميركية.
وناهيك عن قرب هذا الموعد المنتظر بعد بضعة أيام في 5 نوفمبر، فإن الربط بهذا الاستحقاق الذي يترقبه العالم أجمع يشي بأن طهران تمارس مزيدًا من الضغط على إدارة بايدن، والتي يصحّ أيضًا وصفها بإدارة هاريس كونها هي التي تخوض مبارزة تمديد الإقامة في البيت الأبيض، لمقايضة عدم الرد بتزخيم المساعي لوقف الحرب في لبنان وغزة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن واشنطن تضاعف جهودها للجم طموح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العريض، الذي عبّر عنه بنفسه قبل أسابيع، بأنه يسعى إلى تغيير وجه الشرق الأوسط.
وما يعزز الفرضية هذه، هو التفضيل الإيراني لأي رئيس ديمقراطي على أي رئيس جمهوري، فما بالك إذا كان المرشح هو دونالد ترامب، الذي قاست معه طهران تجارب مؤلمة لا تريدها أن تتكرر في الأعوام الأربعة المقبلة.
وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده قال في آخر تصريحاته إن بلاده قادرة على تنفيذ عشرات العمليات ضد إسرائيل.
لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جون بيير ردّت على مراسلة “سي أن أن” التي سألتها عما كشفته الشبكة حيال النوايا الإيرانية بالتعهّد بما دأبت واشنطن على فعله طيلة عقود، الدفاع عن إسرائيل.
والحال أن الآمال التي علقت على خفض التصعيد في الشرق الأوسط بعد نجاح المساعي الأميركية في جعل الهجوم الإسرائيلي محدودًا سرعان ما أصابها الأفول.