وفي قرية كاندانوس الواقعة في جزيرة كريت اليونانية، قال شتاينماير: “أرجو منكم أيها الناجون وأحفادهم الصفح عن الجرائم الخطيرة التي ارتكبها ألمان هنا. أرجو الصفح أيضا لأن بلدي تأخر لعقود في معاقبة هذه الجرائم، ولأنه بعد الحرب غض الطرف والتزم الصمت في البداية”.
وفي الثالث من يونيو عام 1941، دمرت قرية كاندانوس بالكامل على يد الجيش الألماني، وذلك بعد أيام قليلة من استيلاء القوات الألمانية على جزيرة كريت.
وتم تنفيذ هذه العملية كإجراء انتقامي ضد المقاومة اليونانية بعد مقتل 25 جنديا نازيا من قوات المظلات والمشاة.
وقتل سكان لاقرية الذين لم يتمكنوا من الفرار بوحشية، غير أن عدد القتلى من السكان لا يزال غير معروف على وجه الدقة.
وأعيد بناء القرية لاحقا، ويبلغ عدد سكانها حاليا حوالي ألف نسمة.
ولا تزال الصور القديمة بالأبيض والأسود من تلك الحقبة تذكر بالفظائع النازية، حيث تعرض في أنحاء القرية، التي تعتبر “قرية شهداء” بالنسبة لليونانيين.
ويعد شتاينماير أول رئيس ألماني يزور كريت.
وقال: “إنه طريق صعب أن تأتي هنا كرئيس ألماني إلى هذا المكان وتتحدث فيه، لكن لا يمكنني أن أكون في كريت دون أن أزور هذا المكان الذي يمثل عارا لألمانيا”.
وأوضح أن العائلات في هذا المكان لا تزال تشعر بالألم والمعاناة، وأردف: “ومع ذلك، مددتم أيديكم لنا من أجل المصالحة، وأنا ممتن لذلك”.
وختم بقوله إن “الوحشية والقسوة والاحتقار للإنسانية التي أبداها المحتلون الألمان تخنق أنفاسي اليوم بالذات”.
وخلال الزيارة، واجه شتاينماير مجددا مطلب تقديم تعويضات من ألمانيا، حيث رفع 4 من الناجين لافتة كتب عليها “العدالة والتعويض”، بينما ردد آخرون هذه الكلمات بصوت عال.
ولم يفلح خطاب شتاينماير في إقناع الجميع حيث قال بعض الحضور لاحقا:” لا نريد اعتذارا، بل نريد تعويضا”.