وألقى الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، الكلمة الافتتاحية داعياً قادة قطاع الطاقة لقيادة العالم إلى المرحلة التالية من النمو الاجتماعي والاقتصادي المستدام، والاستفادة من الفرص التي توفرها التوجهات العالمية الرئيسية الثلاثة مؤكداً أن الاستفادة من الفرص التي تتيحها هذه التوجهات يحتاج إلى نهج شامل يجمع بين خبرات جميع القطاعات.
وأضاف: “من الواضح أننا نقف على أعتاب عصر جديد من الأمل والإمكانات، تشكّله ثلاث توجهات عالمية رئيسية هي: أولاً، نهوض دول الجنوب العالمي والأسواق الناشئة، وثانياً، النقلة النوعية في منظُومة الطاقة، وثالثاً، النمو المتسارع في الذكاء الاصطناعي. وتقدم هذه الاتجاهات الرئيسية فرصاً شاملة تتطلب حلولاً شاملة، وأوضح معاليه أن عدد سكان كوكب الأرض سيزداد بمقدار 1.7 مليار نسمة بحلول عام 2050، معظمهم في دول الجنوب العالمي ونتيجة لذلك، تزداد ضرورة نمو وتحول أسواق الطاقة، وإحداث نقلة نوعية في نظم الطاقة”.
ومن المتوقع أن يستقطب أديبك 2024 الذي يقام في الفترة الممتدة من 4 إلى 7 نوفمبر في أبوظبي، حضور أكثر من 184 ألف مشارك من 164 دولة، مما يجعله أكبر نسخة بتاريخ المعرض حتى الآن، كما سيستضيف الحدث أكثر من 1800 متحدث، بما في ذلك أكثر من 40 وزيرًا من حول العالم و200 من كبار المسؤولين التنفيذيين من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا وأوروبا والأميركيتين، حيث سيشارك 16500 مندوب في أكثر من 370 جلسة مؤتمر.
ومن خلال هذه المؤتمرات، سيتمكن المشاركون من الاستماع إلى وجهات نظر عالمية متنوعة، وأحدث الرؤى الثاقبة حول اتجاهات السوق، والحلول الموثوقة التي تعمل على دعم تحقيق الانتقال في قطاع الطاقة، مع التأكيد على الحاجة إلى تبني حلول نوعية مثل الذكاء الاصطناعي، والحاجة الملحة إلى طاقة آمنة وعادلة ومستدامة لتمكين حياة الناس في جميع أنحاء العالم ودفع عجلة الرخاء والازدهار العالمي نحو الأمام.
وقد تم التأكيد على التزام الحدث بالابتكار والتعاون عبر الحدود من خلال أول جلسة وزارية في أديبك 2024، بعنوان “القادة العالميون الجدد والتحول في مجال الطاقة”، والتي تناولت دور السياسة والتعاون عبر الحدود في تشكيل مستقبل الانتقال في قطاع الطاقة وتوسيع نطاق الوصول إلى تقنيات المناخ الرائدة.
وقد شهدت الجلسة تقديم رؤى من سهيل محمد فرج المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات؛ وروث نانكابيروا سينتامو، وزيرة الطاقة والتنمية المعدنية في جمهورية أوغندا؛ وهارديب سينغ بوري، وزير البترول والغاز الطبيعي في الهند؛ وكريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية في جمهورية مصر العربية.
وقال سهيل محمد فرج المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة: “لقد استشرف قادتنا في دولة الإمارات العربية المتحدة المستقبل، ونحن ملتزمون بالاستثمار في المزيد من موارد الطاقة لضمان الإمدادات الكافية، ونحن محظوظون بوجود قيادة حكيمة تهتم بالاستثمار في الطاقة، لذا فسوف يستمر التزامنا بالطاقة المتجددة والطاقة النووية والطاقة التقليدية على حد سواء”.
كما تضمن (أديبك 2024) تقديم رؤى متنوعة من قبل قادة القطاع الخاص، حيث استكشفوا الصعوبات المتمثلة في تحقيق التوازن بين أولويات الأعمال وارتفاع استهلاك الطاقة مع حقائق تغير المناخ.
ومن خلال جلسة بعنوان “تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة أثناء الانتقال إلى نظام طاقة منخفض الكربون”، استمع الحضور إلى كبار المسؤولين التنفيذيين في صناعة الطاقة، بما في ذلك موراي أوشينكلوس، الرئيس التنفيذي لشركة بي بي، ووائل صوان، الرئيس التنفيذي لشركة شل؛ وتنكو محمد توفيق، الرئيس التنفيذي لمجموعة بتروناس؛ وكلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لشركة إيني؛ ومصبح الكعبي، المدير التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في أدنوك.
وفي هذا السياق قال وائل صوان، الرئيس التنفيذي لشركة شل، عن نهج شركته في الانتقال في قطاع الطاقة: ” نحن نؤمن إيمانًا راسخًا بأن العالم يحتاج إلى المزيد من الطاقة، وخاصة مصادر أكثر تنوعًا من الطاقة، لذا يجب أن نكون واضحين للغاية بشأن المكان الذي يمكننا فيه استثمار رأس مالنا، وإن إزالة الكربون من أصولنا الحالية هي الخطوة الأولى، والخطوة التالية في هذه العملية هي تغيير نمط عملياتنا”.
كما قدمت الشركات الدولية الرائدة في مجال الطاقة في العالم مساهمات مهمة طوال فعاليات الايوم الأول لـ أديبك 2024، مستفيدة من تجاربها الفريدة في التعاون العالمي ودبلوماسية الطاقة لتحديد الجهود الجماعية المطلوبة لتسريع إزالة الكربون على نطاق واسع في كل ركن من أركان العالم.
من جهته قال برايان سوليفان، الرئيس التنفيذي لـ IPIECA: “تتمتع صناعتنا بالمهارات والخبرة والتجربة اللازمة لمعالجة القضايا المحيطة بالتحول في مجال الطاقة، لذا يجب علينا توحيد جهودنا لتعزيز الأداء البيئي والاجتماعي للنفط والغاز، ودمج التحول في مجال الطاقة مع التنمية المستدامة”.
وقد وفر مؤتمر التمويل والاستثمار الجديد منصة مثالية لقادة الحكومات وقطاعات التمويل والطاقة لمناقشة التفاوت بين تدفقات رأس المال والاستثمار اللازم لتحقيق انتقال عادل وواقعي ومنظم في قطاع الطاقة، حيث تم تلخيص ذلك من خلال جلسة نقاشية بعنوان “سد الفجوة: التعاون بين القطاعات في مجال الطاقة والمالية من أجل النهوض بمشاريع جديدة”، التي ألقاها راينهارد فلوري، المدير المالي لشركة أو إم في قائلاً: ““هناك حلول طاقة محددة تحتاج إلى رأس المال، ومع ذلك فهناك أيضًا نظام قيمة موسع يحتاج إلى دعم مالي، لذا يجب بناء هذه الشبكات الممتدة مثل البنية التحتية، حيث يتطلب الأمر الكثير من المعرفة المتخصصة لجعل التقنية تعمل، ولكنها تحتاج أيضًا إلى البنية التحتية المناسبة لذلك.”
وقد تصدر موضوع الذكاء الاصطناعي جلسات المناقشة والحوارات في اليوم الافتتاحي لـ أديبك 2024، حيث سلط خبراء الصناعة الضوء على قوة التكنولوجيا في إحداث ثورة في نظم الطاقة، وتعزيز مرونة الشبكة، وتوفير فرص استثمارية جديدة.
ومع استمرار فعاليات أديبك 2024، ستسلط الأيام القادمة للحدث الضوء بشكل أكبر على موضوعات بالغة الأهمية مثل: دور الذكاء الاصطناعي الحاسم في تسريع التحول في مجال الطاقة، واستراتيجيات إزالة الكربون، وتطوير مصادر طاقة جديدة، بهدف أن تكون حافزًا للتغيير النوعي في قطاع الطاقة، وتعزيز الابتكار والتعاون والتقدم المستدام في تحقيق الانتقال العالمي في مجال الطاقة.