لاحقا، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نية إسرائيل تكريس وجودها العسكري في جبل الشيخ، في خطوة أثارت تساؤلات بشأن الأهداف الإسرائيلية من هذا التحرك؟
كذلك أوعز وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجيش بالاستعداد للبقاء في قمة جبل الشيخ طيلة فصل الشتاء، مضيفا أن ثمة أهمية أمنية كبيرة لسيطرة الجيش عليه، ومشيرا إلى إن جبل الشيخ “عاد للسيطرة الإسرائيلية” بعد 51 عاما.
وصرّح مصدر مطلع أن هذه الخطوة تهدف إلى منع “جهات أخرى من استغلال الفراغ الأمني الذي تشهده المنطقة”، مع احتمال توسيع هذه المناطق في المستقبل بناء على التطورات.
يسمى الجبل أيضاً “عيون الأمة” في إسرائيل، لأن ارتفاعه يجعله مكاناً استراتيجياً لوضع نظام الإنذار المبكر الاستراتيجي الأساسي لإسرائيل على علو 2280 متراً.
ويشير هذا التوجه إلى أبعاد عسكرية، سياسية، واقتصادية تجعل من المنطقة محط أنظار تل أبيب منذ عقود.
وكانت القوات الإسرائيلية قد سيطرت، قبل أسبوع، على مواقع في الجولان، بما في ذلك قمة جبل الشيخ.
أهمية “جبل الشيخ” لإسرائيل
يُعد جبل الشيخ ذا أهمية كبيرة لإسرائيل لعدة أسباب استراتيجية:
- القيمة الدينية: ذكر جبل الشيخ في النصوص الدينية اليهودية أكثر من 70 مرة، مما يمنحه أهمية عقدية لدى المتطرفين اليهود.
- الأهمية العسكرية: بارتفاعه الذي يصل إلى 2814 مترًا عن سطح البحر، يُعتبر الجبل نقطة مراقبة استراتيجية تتيح لإسرائيل الإشراف على سوريا، الأردن، فلسطين، ولبنان. سيطرة إسرائيل على المنطقة يعني أنها ستُشرف على كل المواقع وستمكنها من تركيب أجهزة المراقبة الحديثة من رادارات وكاميرات لمسح المنطقة بشكل دائم.
- الأهمية الاقتصادية: جبل الشيخ مصدر أساسي للمياه، حيث ينبع منه أنهار رئيسية مثل نهر الوزاني ونهر جرجرة، مما يوفر حوالي 1.5 مليار متر مكعب من المياه سنويا.
جبل الشيخ أو “جبل حرمون”
يقع جبل الشيخ، المعروف أيضا باسم “جبل حرمون”، في سوريا ولبنان، وتمتد السلسلة الجبلية من بانياس السورية وسهل الحولة في الجهة الجنوبية الغربية إلى وادي القرن في الجانب الشمالي الشرقي، وتشكل جزءاً مهماً من سلسلة جبل لبنان الشرقية التي تمتد بين لبنان وسوريا.
ولجبل الشيخ 4 قمم، ويبلغ ارتفاع القمة الأعلى 2814 متراً، وتقع القمة الثانية إلى الغرب ويبلغ ارتفاعها 2294 متراً، وتقه القمة الثالثة إلى الجنوب بارتفاع يصل إلى 2236 متراً، أما القمة الرابعة فتقع إلى الشرق بارتفاع 2145 متراً.
جبل الشيخ هو أشهر جبال “بلاد الشام”، إذ يقع بين سوريا ولبنان، ويطل على إسرائيل ويمكن رؤيته من الأردن. واسم “حرمون” كنعاني ومعناه في اللغة العربية “حرم” أو “مُقدّس”.
ويشرف الجبل على دمشق، ويبعد عنها قرابة 40 كيلومترا، وبادية الشام والجولان وسهول حوران في سوريا، بالإضافة إلى جبال الخليل وبحيرة طبريا وسهل الحولة وجزء من محافظة إربد في الأردن، إلى جانب جنوب لبنان وسلسلة جبال لبنان الغربية وسهل البقاع.
إسرائيل وجبل الشيخ
- احتلت القوات الإسرائيلية قمة جبل الشيخ في حرب يونيو 1967
- دشنت عليه وحدة للإنذار المبكر لكشف واعتراض الأعمال الإلكترونية والإشارية الصادرة والواردة إلى دمشق.
- مع حرب أكتوبر 1973، استعادت القوات السورية السيطرة عليه.
- فكك السوفييت أجهزة الإنذار المبكر أعلى الجبل ونقلوها إلى موسكو.
- القوات الإسرائيلية استعادت السيطرة على قمة جبل الشيخ في “حرب جبل الشيخ الثانية”.
أهم مصدر للمياه في المنطقة
يشرف جبل الشيخ على سوريا ولبنان وإسرائيل والأردن، وهو مصدر مهم للمياه في بلاد الشام، حيث يشكل أحد أكبر الموارد الجغرافية في المنطقة، وتغذي ينابيع جبل الشيخ عدة أنهار صغيرة، لكنها مهمة في المنطقة.
أبرز الأنهار التي تغذيها ينابيع جبل الشيخ:
- نهر الحاصباني: وينبع من السفوح الشمالية الغربية للجبل في لبنان ثم يندمج مع نهر الأردن العلوي.
- نهر بانياس: ينبع من كهف بانياس عند حافة جبل الشيخ ويصب في شمال إسرائيل.
- نهر اللدان: ينبع من سفوح جبل الشيخ وهو أحد روافد نهر الأردن العلوي.
- نهر الأردن: أطول الأنهار التي تنبع من جبل الشيخ، حيث يصب في بحيرة طبريا قبل أن يواصل طريقه إلى البحر الميت.
