بدايةً، تتسم الرغبة في ترك الوظيفة بوجود توتر متزايد في بيئة العمل، حيث يعاني عديد من الموظفين من الضغط النفسي والمهني، إذ يصبحون عرضة للإرهاق وفقدان الحماس. هذا التوتر يولد رغبة في البحث عن بيئة عمل أكثر صحة وتوازنًا.
من العوامل الرئيسية التي قد تدفع العديد من الموظفين إلى التفكير في ترك وظائفهم هي قلة التقدير وعدم الاعتراف بالجهود. عندما يشعر الموظف بأن عمله وتفانيه لا يحظى بالاهتمام والتقدير، يبدأ في التفكير في فحص خيارات أخرى حيث يمكن أن يحظى بالاعتراف الذي يستحقه.
ليس فقط العوامل الداخلية في بيئة العمل هي التي تحفز الانتقال، بل أيضًا العوامل الخارجية مثل الفرص الوظيفية الأخرى وتحسين الظروف المالية. قد يكون تحسين العرض المالي أحد الدوافع الرئيسية للبحث عن فرص جديدة حيث يسعى الموظف لتحسين مستوى دخله وتحقيق توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية.
يظهر أيضًا أن تقدم التكنولوجيا والابتكار في بعض الصناعات قد يؤدي إلى تغييرات هيكلية، وهو ما يجعل بعض الموظفين يبحثون عن مجالات عمل تتناسب أكثر مع المستقبل. قد تكون فرص التطوير والابتكار هي الطموح الذي يدفع بالعديد منهم لاستكشاف آفاق جديدة.
بشكل عام، يعكس استعداد الموظفين لترك وظائفهم تغيرًا في ديناميات السوق والثقافة المهنية. إنها رحلة تنمو معها الأحلام وتتطور الطموحات. وفي نهاية المطاف، يتعلق الأمر بالبحث عن بيئة تلبي احتياجاتهم الشخصية والمهنية، حيث يستمرون في بناء قصص حياتهم المهنية.
من أجل أن تصبح مليونيراً!
وفي هذا السياق، من ضمن أبرز النصائح التي قدّمها الملياردير الأميركي، مارك كوبان، في حديثه مع شبكة CNBC أخيراً، من أجل أن “تصبح مليونيراً” هو عدم ترك الوظيفة بدون خطة مسبقة.
إن ترك الوظيفة دون وجود خطة مسبقة قد يكون خطوة غير محسوبة وتحمل خطورة عديدة، وثمة بعض الجوانب التي يجب أخذها في اعتبارك، من بينها
- الاستقرار المالي: إذا كنت تترك وظيفتك دون وجود خطة مالية مستدامة، قد تواجه تحديات مالية. تكون الوظائف الجديدة أحيانًا بحاجة إلى وقت للبدء فيها وقد لا تكون الرواتب متساوية. يجب أن تكون قادرًا على تحمل نفقات حياتك اليومية والشهرية لفترة من الزمن.
- التأثير على سيرتك الذاتية: ترك الوظيفة بدون خطة مسبقة يمكن أن يؤثر سلبًا على سيرتك الذاتية، خاصة إذا كان لديك فترة طويلة من عدم العمل. قد يشير ذلك إلى عدم الاستقرار المهني أو عدم الاستعداد للتحديات.
- التأثير النفسي: قد يؤدي فقدان الوظيفة إلى تأثير نفسي كبير، خاصة إذا لم تكن مستعدًا لهذا التحول. قد يزيد القلق حول المستقبل والظروف المالية من مستويات التوتر والقلق.
- تأثير على فرص الوظيفة المستقبلية: قد يؤثر ترك الوظيفة دون خطة مسبقة على انطباع أرباب العمل المستقبليين. يمكن أن يتساءلوا عن الأسباب ويبحثوا عن استفسارات حول تحركاتك المهنية السابقة.
- فقدان فرص التطوير المهني: قد تفقد الفرص لتحسين مهاراتك وتطوير مسارك المهني إذا كنت تترك الوظيفة دون وجود خطة. بعض الشركات تقدم برامج تدريب وتطوير لموظفيها، وقد تفوت هذه الفرص إذا قمت بالانسحاب بشكل مفاجئ.
يقول كوبان في حديثه “إننا نسمع كثيراً من القصص والتجارب عن أشخاص تركوا وظائفهم وأنشأوا شركة وكسبوا كل هذه الأموال.. لكن على الجانب الآخر، فإن ما لا تسمعه هو قصص الأشخاص الذين تركوا وظائفهم، وأنشأوا شركة وفشلوا فشلاً ذريعًا، ويعملون الآن في وظيفة يكرهونها”.
وبالتالي فهو ينصح: “قبل أن تستقيل، كن مستعدًا، واعرف ما تفعله، وادخر أموالك.. أمامك ستة أشهر على الأقل لتعيشها، إذا استطعت. وبعد ذلك، ربما تكون مستعدًا لبدء مشروعك التجاري”.
ترتبط تلك النصائح بـ “الترك الاختياري للوظيفة” وليس عمليات الطرد منها أو التسريح التي تعاني منها عديد من الشركات حول العالم.
بدائل مناسبة
وعادة ما يتسرع الكثيرون في اتخاذ قرار ترك الوظيفة أملاً في أن يجدوا بديلاً خاصاً مناسباً، كتأسيس شركة خاصة بهم يلقون عليها أحلاماً طويلة، أو أملاً في فرصة عمل أخرى غير متوفرة في حينها.
في هذا السياق، يقول خبير الموارد البشرية، الدكتور عماد حمدان، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”إنه عندما يتخذ الشخص قراراً بترك العمل يجب أن يكون محدداً لفرص عمل أخرى أفضل، لذا يجب اتباع بعض الخطوات وهي كالتالي:
- يجب أن يكون العمل الجديد به مزايا أفضل من العمل الذي تم تركه من جميع الاتجاهات ماديًا ومكانة إدارية أفضل ومزايا كبيرة.
- يجب أن يكون لديك علاقات عمل قوية تستفاد بها في الوظيفة الجديدة.
- قبل مغادرة عملك القديم قم بجمع كافة أوراقك والمعلومات الخاصة بك التي يمكن أن تساعد في عمل الجديد.
- إذا كنت سوف تغير مجالك من عمل لآخر لا تضع الجانب المادي أول اهتماماتك حتى أن تكتسب الخبرة المناسبة.