بدأت الفكرة – وفق متطوعين من غرف الطوارئ تحدثوا لوسائل إعلام محلية – من مبدأ “النفير”، حيث اجتمع سكان الأحياء لتقديم وجبات ساخنة ومجانية لمن فقدوا مصادر رزقهم، وللعالقين والنازحين في مراكز الإيواء.
وتعتمد هذه المطابخ على تبرعات الأهالي والداعمين من مواد غذائية أو مبالغ مالية، ليتم تجهيز آلاف الوجبات يوميا في نقاط مركزية وتوزيعها على المستفيدين.
لكن هذا الشريان الإنساني يواجه تحديات صعبة؛ فعدة مطابخ توقفت مؤقتا بسبب نفاد المخزون وشح التمويل اللازم لشراء السلع الأساسية، إضافة إلى المخاطر الأمنية التي يتعرض لها المتطوعون أثناء عمليات التوزيع، لا سيما في مناطق الاشتباكات.
ورغم كل ذلك، تواصل غرف الطوارئ السودانية إدارة هذه المبادرات بوصفها نموذجا نادرا للتضامن المجتمعي. فإلى جانب الطعام، تقدم الغرف خدمات إنقاذ وإجلاء للمدنيين والجرحى من خطوط النار، وتوفر دعما عاجلا للعالقين والنازحين، وهو ما أكسبها – بحسب منظمات دولية أشادت بجهودها – اعترافاً دوليا توج بترشيحها مرتين لنيل جائزة نوبل للسلام.
في بلد يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، تستمر “التكايا” في أداء دورها الأهم: أن تبقي حياة الناس ممكنة، ولو بوجبة ساخنة تعيد إليهم جزءاً من الأمان وسط العاصفة.
