قاد رئيس المؤتمر، الدكتور سلطان الجابر، ببراعة وحكمة أجندة أعمال دقيقة راعت التنوع والتوسع في القضايا والملفات المختلفة المرتبطة بشكل وثيق الصلة بقضايا المناخ، مؤكداً على الأهمية الواسعة لمواجهة هذا التحدي الكوني الذي يهدد كوكبنا، كما نجح في التوصل لتوافقات دولية حول عديد من الملفات.
- بعد مفاوضات “اليوم الأخير” والتي استمرت لليوم التالي، أعلن رئيس المؤتمر عن إقرار “اتفاق الإمارات” التاريخي والذي يدعو إلى التحول التدريجي من الوقود الأحفوري لأول مرة في التاريخ.
- بعث الجابر في كلمته الرئيسية -في ختام أعمال المؤتمر- بعددٍ من الرسائل التي تعكس حجم الإنجاز الذي حققه المؤتمر بعد مفاوضات شاقة، برئاسة الجابر، إذ قال إنه تم تحقيق نقلة “نوعية” يمكنها إعادة تشكيل اقتصادات الدول، متعهداً بضمان مستقبل هذا الكوكب للأجيال المقبلة. في الوقت الذي شدد فيه على أن نجاح هذا الاتفاق (اتفاق الإمارات) يظل مرهوناً بالتنفيذ على أرض الواقع.
- تحدث الجابر في كلمته -التي شكلت تتويجاً لجولات المفاوضات الدبلوماسية المكوكية- عن ملف التمويل، مشيراً إلى إعادة وضع إطار للتمويل الخاص بالمناخ، وقال إن دولة الإمارات تفخر بالدور الذي قامت به في المساهمة من أجل التوصل إلى اتفاق حول مستقبل المناخ.
- أفاد بأد خطة العمل الجديدة تستند إلى الشمولية الكاملة والتعاون بين جميع الأطراف المعنية، وهي خطة وصفها بـ “المتوازنة” وتسهم في التصدي للانبعاثات، علاوة على كونها تسد الفجوات فيما يتعلق بمسألة التكيف مع أنظمة الطاقة.
- تابع رئيس COP28: “لقد أعطينا العالم خطة من أجل الإبقاء على معدل 1.5 درجة مئوية في المتناول.. نغادر دبي مرفوعي الرأس، وسوف يستمر عملنا بتضامن واتحاد المشاركين”.
لحظة تاريخية
رغم التحديات الكبيرة التي تعصف بالعالم، من الحرب الدائرة في أوكرانيا إلى التصعيد في الشرق الأوسط، استطاعت رئاسة المؤتمر أن تجعل من “COP28” لحظة تاريخية تستحق الاهتمام العالمي.
لم يكن دور رئاسة المؤتمرت مقتصرًا على إبراز الأهمية الاستراتيجية لمواجهة تغير المناخ، بل تجلى أيضًا في تحقيق نتائج فعّالة وقابلة للتنفيذ، وبعد حث جميع الأطراف للانخراط في العمل المناخي بإيجابية وإدراك خطورة اللحظة التي يعيشها العالم.
تمثل نتائج المؤتمر خطوة هامة نحو تحقيق التزامات الدول الكبرى في تقليل الانبعاثات الكربونية وتقديم الدعم المالي المتوعد للدول النامية. كما تعكس هذه النتائج التزام دولة الإمارات بالتحول نحو اقتصاد أخضر والتشجيع على استخدام التكنولوجيا النظيفة.
يظهر مؤتمر “COP28” كمحطة تاريخية مهمة في مسار مكافحة التغير المناخي، حيث قامت رئاسة المؤتمر بدور رائد في تحقيق توافق دولي وتحفيز التحول الفعّال نحو مستقبل أكثر استدامة، وقادت دفة COP28 إلى بر الأمان خلال أسبوعين من الفعاليات الثرية.
“اتفاق الإمارات”.. تاريخي
- أقر ممثلو 197 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي في مؤتمر الأطراف COP28 بمدينة إكسبو دبي، الأربعاء، “اتفاق الإمارات” التاريخي للمناخ الذي يضع العالم على مسار العمل المناخي الصحيح للحفاظ على البشرية وكوكب الأرض.
- صادق المؤتمر على اتفاق دولي تاريخي غير مسبوق للتصدي لتداعيات التغير المناخي، والذي يشكل نقطة تحول استثنائية في مسيرة العمل المناخي الدولي.
- عقد مؤتمر الأطراف جلسة مهمة لعرض صيغة النص النهائية التي تم التوصل إليها، ووصفت بالتاريخية فيما تعهد 198 طرفا بالإجماع على الحد من الانبعاثات الكربونية مما ساهم في الوصول لمستهدفات COP28 وتجاوز الطموحات المحددة.
- حقق COP28 نتيجةً تحترم العلم وتحافظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية استجابةً للحصيلة العالمية.. فيما شهد مؤتمر الأطراف جهودا تفاوضية ودبلوماسية قامت بها رئاسة المؤتمر على مدار العام للتواصل مع كافة الأطراف تمهيداً للمؤتمر، بحسب ما نشرته وام.
- نجح COP28 في تطوير منظومة مؤتمرات الأطراف وإدراج بنود شاملة تتعلق بالوقود التقليدي لأول مرة في نص الاتفاق النهائي مما يفيد كلاً من البلدان الصغيرة النامية والدول ذات الاقتصادات الكبيرة ويساهم في تحقيق تقدم جوهري نحو تنفيذ الأهداف المناخية العالمية وتوفير الاستثمارات اللازمة لتحقيقها.
- يتضمن نص الاتفاقية النهائية 196 بنداً موزعا على 21 صفحة، ويعد أحدث نص أصدرته رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 صباح اليوم الموافق 13 ديسمبر، فيما من المتوقع الإعلان عن نتائج المفاوضات الأخيرة اليوم .
حضور واسع
من جانبه، أكد خبير العلاقات الدولية، الدكتور أحمد سيد، أن قيادة دولة الإمارات لمؤتمر “COP28″، على الرغم من التحديات العالمية وبالرغم من الحرب في أوكرانيا والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلا أن رئاسة المؤتمر نجحت في جعل القمة جزءًا من الأجندة العالمية والاهتمام العالمي، لخطورة وأهمية موضوعات التغير المناخي.
وأضاف أن الأمر الثري أيضا أنه في ظل حالة الاستقطاب الدولي الحادة ما بين الدول الكبرى خاصةً بين أميركا وحلفائها من ناحية وروسيا والصين من ناحية أخرى، استطاعت الإمارات أن يكون للمؤتمر دور في بناء توافق عالمي من أجل البناء على مواجهة التحدي الكوني الذي يواجه الكرة الأرضية، فيما يتعلق بتغير المناخ، وفي إطار الجهود الرامية إلى الحد من الانبعاثات الكربونية للحفاظ على درجة حرارة الأرض، وكذلك الضغط على الدول المتقدمة الصناعية لمساعدة الدول النامية في التوسع بالاقتصاد الأخضر والهيدروجين الأخضر وتزويدها بالتكنولوجيا اللازمة.
وتابع خبير العلاقات الدولية: “في هذا السياق، نجحت رئاسة المؤتمر بقيادة الدكتور سلطان الجابر في المساهمة في بناء توافق عالمي حول هذه القضايا المهمة، والأمر الثاني الخروج بنتائج عملية قابلة للتطبيق على أرض الواقع”، لافتاً إلى أن مخرجات المؤتمرات السابقة كانت بمثابة “الأمنيات” التي لم تُطبق على أرض الواقع، خاصة فيما يتعلق بمساعي الدول في تقليل الانبعاثات الكربونية، ولم تف الدول الكبرى بالتزاماتها في مساعدة الدول الكبرى وتقديم الـ100 مليار دولار سنوياً التي تعهدت بها، وبالتالي فإن “COP28” نجح في بناء أرضية مشتركة حول المضي قدما نحو تقليل الانبعاثات الكربونية.
واستطرد: نتائج مؤتمر “COP28” نتائج مرضية وقوية وقابلة للتطبيق، وتمثل خطوة ونقلة مهمة بعد كوب 27 في مصر، بما يعكس الدور العربي البارز المهم في مواجهة التغيرات المناخية.
وخلال فعاليات المؤتمر وعلى هامشها على مدى الأيام الماضية، أشاد عديد من المسؤولين المشاركين بدور رئاسة المؤتمر في الخروج بنتائج استثنائية تجعل من المؤتمر هذا العام نقطة تحول لافتة في سياق مؤتمرات المناخ.
مفوض الاتحاد الأوروبي للمناخ وكبير مفاوضيه في مؤتمر الأطراف COP28، ووبكي هوكسترا، قال في حديث مع “سكاي نيوز عربية”: واثقون من أن رئاسة COP28 تدرك ضرورة تيسير أعلى طموح ممكن، خاصة فيما يتعلق بالتخفيف والتكيف والخسائر والأضرار وتمويل المناخ”.
وقالت نائبة وزير برلماني في وزارة الخزانة البريطانية، البارونة شارلوت فير، في مقابلة مع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إنها لاحظت خلال مؤتمر الأطراف “COP28” أن الإمارات قد قامت بتقديم قضايا جديدة تتعلق بالتمويل، وكيف يمكن توفير التمويل من مصادر متنوعة ومؤسسات متعددة لقطاع التمويل المناخي، وهو أمر وصفته بـ “التجربة الفريدة”.
كذلك كذلك قالت مديرة وكالة التجارة والتنمية الأميركية، إينوه إيبونج، إن: النسخة الحالية من مؤتمر الأطراف “COP28” في الإمارات تتميز بعزيمة جميع المشاركين وتركيزهم على إحراز تقدم جماعي في القضايا المتعلقة بالعمل المناخي، موضحة أن الأطراف كافة المشاركة بهذه النسخة من المؤتمر تسعى بشكل جدي لإنجاز التحول المناخي.
نسخة مختلفة
وإلى ذلك، أشاد خبير العلاقات الدولية، أستاذ العلوم السياسية بالقاهرة، الدكتور طارق فهمي، بنجاح مؤتمر المناخ “COP28″، من كل المعايير بجانب وجود حشد كبير، فضلا عن وجود عدد من التأكيدات على الثوابت الدولية في التعامل مع قضية المناخ خاصة في البيان الختامي الصادر في القاهرة “COP27”.
وتابع: من حيث الشكل نجح المؤتمر في إخراج نسخة مختلفة تماما عن النسخ السابقة، كذلك من حيث الحضور والقضايا والمضمون، مع الحفاظ على الأجندة الدولية لموضوعات وقضايا المناخ والتغيرات المناخية، كما كان هناك حرص واضح على وجود أكبر عدد من الشركات والمؤسسات الدولية المعنية بالتغيرات المناخية والانبعاثات الحرارية، وبذلت رئاسة المؤتمر مجهودًا واضحًا لإخراج هذه النسخة بهذا الشكل.
وأضاف: المؤتمر حفل بالالتزامات الرئيسية للدول والموضوعات الخاصة بالطاقة الجديدة والمتجددة ومجالات الاقتصادات الزرقاء، بالإضافة إلى توافق مؤسسات المجتمع المدني والشركات الكبرى العالمية والدولية، كما أن الجلسات التي انعقدت على هامش اللقاء مهمة جدا لتأكيدها أننا متجهون بقوة نحو عصر جديد من الالتزامات الدولية.
وأشاد بنسخة الإمارات؛ كونها نسخة جديدة من حيث طرح القضايا من زوايا ومقاربات مختلفة، ومحاولة عدم تكرار ما طرح في القاهرة والنسخ السابقة (..).
وأكد فهمي، أن الدكتور سلطان الجابر، رئيس مؤتمر كوب28، نجح في طرح إعادة تقديم قضية المناخ للإقليم وللعالم، لافتًا بنجاحه في تقديم المؤتمر بشكل جيد جدًا من خلال جدول أعماله وفعالياته، ووضع دولة الإمارات في خريطة فعاليات النسخة الحالية بشكل لافت أمام العالم.
ووصف عديد من المشاركين في المؤتمر COP28 وبفضل الجهود الواسعة لرئاسة المؤتمر، شكل قمة “تنفيذية”، لا تتوقف عند حد الوعود النظرية. وهو ما ذكره على سبيل المثال وزير البترول والثروة المعدنية المصري، طارق الملا، على هامش مشاركته ضمن قمة المناخ COP28 المنعقدة في إكسبو دبي، والذي أشاد بدور دولة الإمارات في رئاستها النسخة الحالية واصفاً إيها بأنها “قمة تنفيذية “.
تعهدات
وفي السياق، أوضح نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، السفير صلاح حليمة، أن مؤتمر “COP28” أخرج نسخة جيدة من الممارسات والتعهدات المرتبطة بالعمل المناخي، لافتًا إلى أن النتائج التي تحققت من خلال التعهدات المختلفة ومع وجود اتجاه قوي لإنفاذ تلك التعهدات من جانب الدول الغنية، هي إنجازات تحسب للمؤتمر.
وأضاف السفير صلاح حليمة، أن دولة الإمارات وضعت 100 مليون دولار في صندوق المخاطر والأضرار من التداعيات المناخية، كما أنه تم إنشاء صندوق يتعلق بعمليات التنمية ومساعدة الدول النامية ومنها البلدان الإفريقية بصفة خاصة باعتبار أنها الأكثر تضررا من تداعيات المناخ وهي الأقل سببًا فيها، وهو ما يعد من أهم ما شهده المؤتمر.