وأبو دان، وهو من وسط قطاع غزة، واحد من عشرات الآلاف الذين أصيبوا في الحرب الدائرة بغزة منذ أشهر، ومن بين الآلاف الذين ينتظرون فرصة لمغادرة القطاع للعلاج في الخارج.
لكن اتهامات الفلسطينيين في قطاع غزة لإسرائيل بتعمد تعطيل خروج آلاف المصابين والمرضى الذين هم في حاجة للعلاج بالخارج تتواصل، بينما تتعرض المستشفيات لهجمات متكررة مما يقلل من فرص علاجهم في الداخل أيضا.
وينتظر نحو 12 ألفا من المصابين في أحداث الحرب والمرضى، في طوابير طويلة للحصول على تصريح إسرائيلي بالسفر عن طريق معبر رفح.
وبسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أشهر، أصيب أكثر من 70 ألفا من سكان القطاع بجروح متفاوتة بين الخطيرة والمتوسطة، بينما سجلت حالات بتر أطراف، فضلا عن مقتل أكثر من 31 ألف فلسطيني.
ويعطي مصابون ومرضى ومسؤولون في قطاع غزة لموقع “سكاي نيوز عربية” صورة عن حالة الراغبين في السفر للعلاج، وما يقولون إنها معوقات تضعها إسرائيل لتعطيلهم، وما ترتب على ذلك.
ويربط معبر رفح غزة بالعالم الخارجي عبر البوابة المصرية، وتسيطر حركة حماس على إدارته من الجانب الفلسطيني منذ عام 2007، ولا يوجد أي دور للسلطة الفلسطينية فيه منذ ذلك الحين.
تأخر العلاج في الخارج
يقول أبو دان لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه ينتظر منذ أشهر الموافقة الإسرائيلية على سفره إلى الخارج لتلقي العلاج، وذلك بعد إصابته بجروح خطيرة في القصف الإسرائيلي.
ويوضح أبو دان أن تأخر تحويله للخارج تسبب في بتر قدميه، لأن “ما يقدم في مستشفيات غزة من مستويات طبية لا يرقى للحد الأدنى من الرعاية الأولية، خاصة مع ضعف الإمكانيات الطبية”.
ووفق الرجل الفلسطيني، فإنه لا يزال ينتظر الموافقة على سفره، خاصة أن “الأطباء أكدوا حاجتي الملحّة للسفر، وأخشى أن يتسبب تأخر ذلك بوفاتي، لأن عمليات البتر لم تتم بالشكل الملائم طبيا”.
وفي 5 مارس الجاري، دعت منظمة الصحة العالمية لإخراج 8 آلاف مريض ومصاب من قطاع غزة.
وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن، عبر الفيديو: “من بين هؤلاء نحو 6 آلاف ترتبط إصاباتهم بالحرب الإسرائيلية على القطاع، بينهم مصابون بإصابات متعددة وحروق، أو بترت أطرافهم، أما الباقون فهم مرضى”، مشيرا إلى أنه قبل الحرب، كان يتم تحويل من 50 إلى 100 مريض يوميا من غزة إلى القدس والضفة الغربية المحتلة، نصفهم تقريبا من مرضى السرطان.
آلية عقيمة
المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة، يصف الآلية المتبعة لمغادرة الجرحى والمرضى من معبر رفح لتلقي العلاج بالخارج بأنها “عقيمة وغير متوافقة مع العدد الهائل من هذه الفئات والمخاطر التي تهدد أرواحهم”.
وفي تقدير القدرة، فإن 12 ألفا من المصابين بحاجة للسفر بشكل طارئ، إضافة إلى 10 آلاف مريض بالسرطان مهددون بالموت بسبب عدم تلقيهم العلاج منذ اندلاع الحرب التي أخرجت عدة مستشفيات رئيسية من الخدمة.
ويضرب المسؤول مثلا لما يستدل به على أن إسرائيل تعطل خروج المرضى والمصابين، قائلا: “أرسلنا التحويلات الطبية الخاصة بالجرحى والمرضى للجانب الإسرائيلي، لكن الموافقة على السفر تصل لنحو 25 يوميا، وتتضمن أسماء توفيت وهي تنتظر السفر”.
وينضم الناطق باسم هيئة المعابر والحدود التابعة لحماس في غزة هشام عدوان، لمن يتهمون إسرائيل بتعمد تأخير سفر آلاف الراغبين في العلاج بالخارج، ويقول: “وفق الآلية المتبعة نرسل كشوفات بأسماء المرضى والجرحى الذين يحتاجون إلى العلاج، حيث يتم قبول أو رفض الأسماء من قبل الجانب الإسرائيلي، رغم أن جميعهم بحاجة لعمليات سريعة وعاجلة غير متوفرة بمستشفيات غزة”.
ووفق عدوان: “رصدنا حالات وفاة كثيرة بسبب طول الانتظار، كما أن المعبر تعرض أكثر من مرة للقصف الإسرائيلي”، لافتا إلى أن “الجانب الفلسطيني لا يتدخل في آلية عمل المعبر”.
وفي شهر فبراير الماضي، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن خطة وضعتها الحكومة من أجل نقل عمل معبر رفح البري إلى معبر كرم أبو سالم التجاري، الواقع شرقي مدينة رفح جنوب القطاع، وهو الأمر الذي رفضه الفلسطينيون.
وتعليقا على ذلك، أكد عدوان أن “الجانب الفلسطيني يعمل على تذليل العقبات المتعلقة بآلية عمل المعبر، بما يسمح بحرية تنقل الأفراد ودخول المساعدات، إلا أنه لا يمكن القبول بأي خطة تمس بعمل المعبر، الذي هو بالأساس فلسطيني مصري”.