وأكدت روسيا الجمعة، أنها اعترضت ليلا 12 صاروخا أميركي الصنع أطلقتها القوات الأوكرانية على جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها موسكو العام 2014.
وكتبت وزارة الدفاع الروسية عبر “تلغرام”: “صدت وسائل الدفاع الجوي خلال الليل هجوما شن بواسطة 12 صاورخا أتاكمس أميركية الصنع أطلقت باتجاه جسر القرم”.
كما تعرضت القرم أيضا لهجوم بزوارق مسيرة أوكرانية في البحر الأسود، وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها دمرت 5 زوارق مسيرة أوكرانية كانت متجهة نحو شبه جزيرة القرم بمروحيات من طراز “مي-8″ و”كا-29” تابعة للطيران البحري لأسطول البحر الأسود.
وأعلن المسؤولون الأوكرانيون مرارا عن نيتهم تدمير جسر كيرتش الذي يربط شبه الجزيرة بمنطقة كوبان الواقعة في الجنوب الروسي، معتبرين أنه هدف عسكري مشروع، ودعم ذلك مسؤولون أميركيون بارزون في الإدارة الأميركية.
واشتهرت جزيرة القرم سابقا بوقوع حرب القرم بها في القرن 19، وظلت ذات أهمية قصوى في القرن العشرين لاحتوائها على قاعدة بحرية روسية تعدّ الوحيدة من نوعها في المياه الدافئة، وهي مقر أسطول البحر الأسود الروسي.
هدف الهجوم على جزيرة القرم
يعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيفاستوبول الدكتور عمّار قناة، أن الهجوم على جزيرة القرم كان متواصلا منذ بداية العملية العسكرية وخاصة جسر القرم الذي كان عنوان المرحلة بالنسبة للقوات الأوكرانية.
ويضيف قناة، خلال حديثه لسكاي نيوز عربية، أن من بين أسباب تكثيف الهجوم الأوكراني الأميركي على جزيرة القرم خلال هذه الفترة، خلق مادة إعلامية جديدة وليس نصرا عسكريا وذلك للتغطية على إخفاقات الغرب في تسليح أوكرانيا وإقناع الداخل الأميركي بالاستمرار في الدعم.
ويتابع أن هذا الصراع الذي تخوضه أوكرانيا يعتبر صراعا جيوسياسي بناء على المعادلات الغربية خاصة الأميركية.
ويشير قناة، إلى أن فولوديمير زيلينسكي الذي كان يشير في خطاباته إلى الموافقة على شروط فلاديمير بوتين وربما العودة إلى طاولة المفاوضات قد تغير موقفه اليوم، وذلك بسبب الخوف من خسارة الدعم الأميركي في حال عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ويشدد المتحدث، على أنه “ورغم الهجوم على جزيرة القرم بالصواريخ الغربية إلا أن روسيا عرفت كيفية التعامل معها وآخرها صد 12 صاروخا من نوع “أتاكمس” وهو ما يعتبر نصرا استراتيجيا بالنسبة لموسكو”.
ويرى قناة، أن “المعركة العسكرية تقترب من نهايتها عكس المعركة السياسية التي يرتقب أن تتواصل بعد الانتخابات الأميركية، بالموازاة مع ارتفاع منسوب التصعيد في العمليات العسكرية والضغط السياسي“.