ونقلت وكالة “أنباء فارس” عن رسول سنائي راد، مستشار الشؤون السياسية في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، قوله: “أثار بعض السياسيين (الإيرانيين) إمكانية تغيير السياسات الاستراتيجية النووية، لأن ضرب مراكز الطاقة في البلاد سيكون له تأثير على المعادلات أثناء الحرب وبعده”.
واعتبر سنائي أن استهداف إسرائيل للمنشآت النووية سيكون “ضربا للخطوط الحمراء الإقليمية والدولية”.
وأطلقت إيران في الأول من أكتوبر نحو 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، في هجوم وضعته طهران في خانة الثأر لمقتل إسماعيل هنية، زعيم حركة حماس، في تفجير استهدفه في طهران واتُهمت إسرائيل بالوقوف خلفه، وكذلك أيضا لاغتيال إسرائيل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وضابط في الحرس الثوري الإيراني في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وإثر هذا القصف الصاروخي الإيراني، الثاني من نوعه في أقل من ستة أشهر، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت بشنّ هجوم “فتّاك ودقيق ومفاجئ” ضد إيران.
وفي أبريل شنّت إيران للمرة الأولى في تاريخها هجوما عسكريا مباشرا على إسرائيل ردا على غارة جوية دمرت القنصلية الإيرانية في دمشق وحمّلت طهران مسؤوليتها للدولة العبرية.
الردع النووي الإيراني
طالب نواب إيرانيون يوم الأربعاء بامتلاك طهران لسلاح نووي، حيث قال النائب حسن علي خلقي أميري “لا المنظمات الدولية ولا الدول الأوروبية ولا أميركا تستطيع السيطرة على إسرائيل التي ترتكب الجرائم كما يحلو لها”، فيما رأى زميله محمد رضا صباغيان أن “امتلاك إيران السلاح الذري هو السبيل لتحقيق ردع نووي”، حسبما أوردت “فرانس برس”.
وقال كمال خرازي، مستشار خامنئي، إن إيران “يمكن أن تعيد النظر في عقيدتها النووية إذا تجرأت إسرائيل على تهديد إيران بسلاح نووي”.
ووفقا لوسائل إعلام محلية، عُرض على البرلمان مشروع قانون يهدف إلى “توسيع الصناعة النووية”، دون مزيد من التفاصيل.
خط أحمر
بعد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن حليفته من أي محاولة لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدا رفضه أيضا أي ضربات على المنشآت النفطية.
وشددت طهران على أن مهاجمة بنيتها التحتية ستثير “ردا أقوى”، وحذّر ضابط في الحرس الثوري الإيراني من أن أي ضربة على مواقع نووية أو منشآت للطاقة ستشكل تجاوزا لـ”الخط الأحمر”.
وحسبما نقلت “فرانس برس” عن المحلل السياسي الإيراني مازيار خسروي، فإن رسالة النواب هي “بالأحرى رسالة قوية موجهة إلى داعمي إسرائيل الغربيين” لـ”محاولة التأثير” عليها.
ويبقى قرار تعديل العقيدة النووية بيد المرشد وليس النواب، وفقا لخسروي الذي يعتبر أن أي تغيير مستبعد على المدى القصير.
لكن خسروي يرى أنه “إذا هاجمت إسرائيل المنشآت النووية، فمن المحتمل أن تنسحب إيران” من معاهدة الأمم المتحدة لمنع انتشار الأسلحة النووية.
وصرحت إيران مرارا بأنها لا تريد امتلاك قنبلة ذرية، ودعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر إلى “عالم خالٍ من الأسلحة النووية وشرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل”.
كما أكد بزشكيان في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية أن “إيران لا تسعى لامتلاك قنبلة نووية”.
ويسعى بزشكيان الذي يتولى السلطة منذ يوليو الماضي إلى إحياء الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 وذلك بهدف تخفيف العقوبات الأميركية التي تثقل كاهل الاقتصاد الإيراني.
وكان مفترضا أن يوفر هذا الاتفاق إطارا لأنشطة إيران الذرية في مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، لكنه انهار بعد الانسحاب الأميركي الأحادي منه بقرار من الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب في 2018.
ومنذ فشل الاتفاق، شهد البرنامج النووي الإيراني تقدما كبيرا وفقا للعديد من التقارير.