وتواجه قلعة بعلبك، الأربعاء، كما في الأيام السابقة، تهديدات متعددة، من بينها خطر القصف الذي قد يلحق بها أضرارا جسيمة بشكل مباشر أو غير مباشر، بعد أوامر إخلاء أصدرها الجيش الإسرائيلي لمدينة بعلبك، تبعها بعشرات الغارات.
ولعل أبرز هذه التهديدات كان القصف الذي استهدف، الإثنين، المنطقة التي تقع فيها القلعة قرب سور “ثكنة غورو” التاريخية التي تعتبر جزءا من القلعة، بحسب تصريح لرئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل لموقع “سكاي نيوز عربية”.
وفي الأيام القليلة الماضية وكذلك الأربعاء، وبعد أمر الإخلاء الإسرائيلي “فورا”، أطلقت حملات وطنية ودولية لحماية القلعة، ركزت على زيادة الوعي بأهمية قلعة بعلبك التاريخية، إضافة إلى مبادرات لترميمها بشكل مستمر لضمان بقائها، وحمايتها من المخاطر الأخرى بخلاف الحرب، مثل التلوث وعوامل الطبيعة.
في مرمى النيران
وتظهر الخريطة التي نشرها الجيش الإسرائيلي، أن المناطق التي يشملها أمر الإخلاء بها آثار رومانية.
وذكرت مصادر خاصة في وزارة الثقافة اللبنانية لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن هناك تعاونا بين الوزارة ومنظمات دولية، مثل اليونسكو، للمساعدة في وضع استراتيجيات حماية وتوعية بشأن القلعة.
وأشارت إلى أن قوات لبنانية تعمل على تأمين محيط القلعة من أي تهديدات.
وظهر الأربعاء، وجّه وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية محمد وسام المرتضى، نداء لمجلس الأمن والمجتمع الدولي، لـ”ردع إسرائيل عن تنفيذ تهديداتها بقصف قلعة بعلبك”، مشيرا إلى أن هذا المعلم يعتبر إرثا ثقافيا عالميا مدرجا على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.
وقال المرتضى: “التهديد الإسرائيلي يعكس العقلية ذاتها التي دمرت تماثيل بوذا. ويجب أن يعامل المجتمع الدولي إسرائيل على هذا الأساس”.
كما نبه الوزير زوار القلعة والعاملين بها والمقيمين جوارها، إلى ضرورة إخلاء المنطقة واتخاذ كافة الاحتياطات.
ابتعدوا عن القلعة!
وطلب الشل من سكان المدينة عدم التوجه إلى القلعة للاحتماء بها، موضحا أن “الجيش الإسرائيلي لا يميز بين أهداف ثقافية أو صحية أو إعلامية”.
وأضاف رئيس بلدية بعلبك: “نرجو من الأهالي التوجه إلى أماكن أكثر أمنا، فالقلعة، رغم إدراجها على لائحة التراث العالمي، تواجه مخاطر كبيرة بسبب الظروف الحالية”.كما أشار إلى أن الغارة التي استهدفت ثكنة غورو، الإثنين، كانت على بعد 10 أمتار فقط من سور القلعة، مما أسفر عن مقتل 7 أشخاص من النازحين إلى المدينة.
وأعرب خالد الرفاعي من المديرية العامة للآثار في لبنان عن أسفه لإخلاء المدينة بسبب التهديدات المتزايدة.
وأكد أن “قلعة بعلبك مشمولة بالحماية الدولية بموجب اتفاقية لاهاي لعام 1952، التي تضمن حماية الآثار التاريخية خلال النزاعات”.
وختم الرفاعي قائلا: “تركنا القلعة تحت حماية القوى الأمنية والمواثيق الدولية، وحماية الله”.