استعادة السيطرة على مدن متل حمص وحماة وحلب من قبل الجيش السوري استغرقت سنوات من العمليات العسكرية، بيد أن خسارتها لصالح المجموعات المسلحة مجددا لم تستغرق سوى أيام قليلة.
طريق الوصل
تبلغ المسافة من حلب المدينة حتى حمص المدينة حوالي 185 كم عبر طريق حلب دمشق الدولي، ويستغرق قطعها بالسيارة حوالي ساعتين، ومشيا على الأقدام حوالي يومين.
تبعد الجماعات المسلحة بحسب المعلومات حوالي 5 كم عن مدينة حمص، ونسبة كبيرة من المقاتلين هم من محافظة حمص ويعرفون طرقات المنطقة وطبيعة الجغرافيا فيها، الأمر الذي قد يسهل السيطرة على المدينة.
وفي حال سيطرت الجماعات المسلحة على مدينة حمص، هناك مخاوف من استمرار التقدم جنوبا باتجاه دمشق التي تبعد عن حمص حوالي 163 كم عبر الطريق الدولي حلب دمشق.
غياب الحلفاء
ويأتي هذا التقدم وسط إشارات استفهام عن غياب الدعم الواضح من الحلفاء للحكومة السورية، لا سيما إيران وحزب الله.
ويتساءل مراقبون عن غياب دعم إيراني واضح خاصة أن المسيرات الإيرانية والصواريخ البالستية استهدفت إسرائيل مرتين بدقة، كما أن المسيرات التي يمتلكها حزب الله الحليف المدعوم من طهران مثلا تمكنت من الوصول إلى غرفة نوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
كما تثار تساؤلات حول غياب الاستعداد من جانب الجيش السوري خلال السنوات الماضية لهجمات من هذا النوع، علما أن الحكومة السورية أكدت أن ذلك يعود إلى اتفاق خفض التصعيد الذي كان مفروضا في تلك المناطق قبل بدء الهجمات المفاجئة.
كما أن انشغال الحليف الروسي أيضا في الحرب الأوكرانية جعله يغيب عن المشهد نوعا ما، لا سيما أن روسيا تدخلت عسكريا لصالح الرئيس السوري بشار الأسد وتمكنت عام 2015 من استعادة بسط سيطرة الجيش السوري على الكثير من الأماكن التي خسرها نفسها اليوم بسرعة هائلة.
تطور في شكل قتال الفصائل
وعلى الرغم من غياب دعم الحلفاء، إلا أن التطور في شكل تعاطي الجماعات المسلحة مع الهجمات كان له أيضا دورا بارزا في التقدم السريع.
حيث رفعت الهيئة مع التصنيع المحلي للأسلحة من حدة التهديدات والاستهدافات لا سيما مع تركيزها على تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ.
وفقا للخبراء، ينتج مسلحو الهيئة طائرات بدون طيار في ورش عمل صغيرة مقرها في المنازل أو المرائب أو المستودعات.
ويمكن لهيئة تحرير الشام استدعاء حوالي 30 ألف مقاتل، 15 ألف مقاتل بدوام كامل وآلاف آخرين من جنود الاحتياط، فضلاً عن رجال من جماعات معارضة مسلحة أخرى.