وقالت النيابة العامة في بيان على صفحتها الرسمية بفيسبوك: “استكملت النيابة العامة التحقيقات في وفاة الطالبة المقيدة بكلية الطب البيطري بجامعة العريش واستبان من التحقيقات والتي شملت سؤال شهود الواقعة وتحريات الجهات الأمنية أن المتوفاة تعرضت إلى ضغوط نفسية ناجمة عن قيام إحدى زميلاتها (المتهمة الأولى) بتهديدها بنشر مراسلات نقلتها خلسة من هاتف المتوفاة إلى هاتفها وأرسلتها إلى زميلها (المتهم الثاني) الذي قام بدوره بالتدوين على المجموعة التي تتضمن جميع طلاب الدفعة بالجامعة على تطبيق (الواتساب) بأن إحدى الطالبات (دون الإشارة إليها تحديدا) لها مراسلات وصور خاصة بها مهددا إياها بنشرها في الوقت الذي يختاره الطلاب على (الغروب) وصحب ذلك طلبه منها الاعتذار عما بدر منها من إساءة في حق المتهمة الأولى”.
وأضاف البيان: “وجهت النيابة العامة للمتهمين الاثنين تهمتي التهديد كتابة بإفشاء أمور تتعلق بالحياة الخاصة المصحوب بطلب (جناية) والاعتداء على حرمة الحياة الخاصة للمجني عليها (جنحة) وأمرت بحبسهما احتياطيا على ذمة التحقيقات والتحفظ على الهواتف الخلوية الخاصة بهما وبالمجني عليها لاستيفاء الإجراءات نحوها”.
وتابع: “اضطلع فريق تحقيق النيابة العامة بالعريش بتتبع خط السير المتوقع للمتوفاة حال مغادرتها حرم المدينة الجامعية حتى توصلوا إلى أحد محلات بيع المبيدات الزراعية الذي أقر مالكه لأعضاء النيابة وبالتحقيقات بأن المجني عليها قد حضرت بسيارة أجرة لطلب شراء حبوب غلة وعقب إبلاغه لها بعدم توافرها، غادرت وقد تحققت النيابة العامة من صحة تلك الرواية عن طريق مشاهدة تسجيلات كاميرات المراقبة الخاصة بالمحل، كما تمكنت عن طريق تلك التسجيلات من تحديد رقم السيارة الأجرة التي كانت تستقلها المتوفاة”.
وأشار البيان إلى أنه “بسؤال سائقها بالتحقيقات أقر بمرافقته للمتوفاة والتي قالت له إنها طالبة بكلية الطب البيطري وترغب في شراء حبوب غلة لحاجتها لتلك الحبوب لأغراض دراسية، وأضاف أنه قام بمرافقتها إلى حانوت آخر والذي تبين غلقه، إلا أنهما تقابلا مع مالكه والذي أبلغهما بوجود الحبوب المذكورة بمسكنه الخاص، فتوجها رفقته إلى هناك، وباستدعاء الأخير أقر بالتحقيقات بأنه قام ببيع عدد ثلاث حبوب غلة للمتوفاة بمبلغ خمسة وخمسون جنيها، وجار استكمال التحقيقات واستعجال ورود تقرير مصلحة الطب الشرعي للوقوف على سبب الوفاة تحديدا”.
واختتم البيان بالقول: “تنوه النيابة العامة أن حرمة الحياة الخاصة مصونة بمقتضى نصوص الدستور والقانون، وأنها ستتصدى بحزم لأي وقائع تتضمن انتهاكا لهذا الحق، كما ستتصدى لظاهرة النشر والتداول على مواقع التواصل الاجتماعي لأخبار من شأنها إثارة الرأي العام وإشاعة الفتن ونشر الكذب دون التريث والتحقق من المعلومات قبل النشر، وذلك للحفاظ على قيم المجتمع وتماسكه أمام أي سلوكيات دخيلة تعمل على تفكيكه وإبعاده عن ثوابته الأصيلة”.
تفاصيل الحادثة
نقل موقع “المصري اليوم” عن عائلة نيرة التي عرفت قضيتها إعلاميا بـ”طالبة جامعة العريش”، تفاصيل تتعلق بوفاة ابنتهم البالغة من العمر 19 عاما.
ووفق والد نيرة فقد تلقت زوجته اتصالا من ابنته تبلغها فيه أنها تعاني من القيء، ولكن مسؤولة في المدينة الجامعة أبلغت العائلة بعد ساعة بنقل الابنة إلى المستشفى، طالبة منهم الحضور.
وحسبما ذكر والدة نيرة لـ”المصري اليوم”، فقد تلقى خبر وفاة ابنته بعد الوصول إلى المستشفى، بعد دخولها في غيبوبة.
وأوضح الأب أنه لم يكن على علم بأي خلافات بينها وبين زميلتها، واعتقاده أن الوفاة طبيعية.
ولاحقا علم الأب من بعض زملاء نيرة أن المتوفاة دخلت في خلافات مع زميلة لها هددتها بفضحها بعد أن التقطت لها صورا في الحمام، وطلبت منها الاعتذار على مجموعة عبر تطبيق “واتساب” خاص بالجامعة، حتى لا تفضحها، فخافت الابنة ووافقت واعتذرت عبر المجموعة.
ولفت الأب إلى أن ابنته كانت صائمة في يوم وفاتها، وأنها أصيبت بالتسمم بعد الإفطار.
من جانبها نقلت صحيفة “الشروق” المصرية عن مصدر جامعي مسؤول في جامعة العريش، قوله إن نيرة والتي يتداول مستخدمو مواقع التواصل تفاصيل وواقعة انتحارها صحيحة، وأن الطالبة تناولت “حبة غلة” (مبيد حشري ينتشر استخدامه في المناطق الريفية بمصر لحفظ الحبوب وحماية المحاصيل من التسوس والقوارض)، وانتقلت إلى المستشفى وتوفيت هناك.
ونشر موقع “العالم نيوز” صورة وثيقة قال إنها للتقرير الطبي لحالة الشابة نيرة والتي يؤكد دخولها للمستشفى وهي في حالة “إعياء شديد نتيجة تناولها مادة سامة”، حيث وصلت وهي ” تعاني من اضطراب في درجة الوعي وهبوط حاد في الدورة الدموية، ونبضها ضعيف ناتج عن تناولها مادة سامة غير معلومة، حيث جرى تقديم الإسعافات الأولية لها إلا أنها فارقت الحياة”.
وبينما نعت الكلية الطالبة بمنشور على منصة فيسبوك، فإن مصدرا مسؤولا بالجامعة قال لصحيفة “الشروق” إن الطالبة المتوفاة “لم تقدم شكوى إلى أي مسؤول بالجامعة، سواء العميد أو الوكيل أو حتى المشرفات في المدينة الجامعية بوجود أي حالة تنمر أو ابتزاز من قبل زملاء جامعيين لها”.