وتسارع كييف الزمن من أجل بناء التحصينات على طول حوالي 600 ميل من خط المواجهة هذا العام، حيث خصصت الحكومة الأوكرانية لهذه العملية حوالي 800 مليون دولار.
وتقول صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، إنه وبعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد، ومع شتاء طويل من صد الهجمات الروسية، أصبحت القوات الأوكرانية منهكة وتواجه نقصا حادا في الموارد.
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية جزء من التحصينات التي بدأت أوكرانيا في تنفيذها.
ويعتمد المحللون العسكريون الأميركيون، على صور الأقمار الصناعية وغيرها من المعلومات الاستخبارية، ويعملون بشكل وثيق مع ضباط الاتصال الأوكرانيين لتحديد الثغرات في الدفاعات الأوكرانية.
بناء الخنادق
في الوقت الحالي، ومع وجود حقول الألغام والتحصينات التي تجعل من الصعب الهجوم والمناورة دون خسائر كبيرة، يعتمد كلا الجانبين بشكل كبير على الخنادق.
ويمكن أن يشمل ذلك الخنادق العميقة المحصنة بالإسمنت، والحماية العلوية، والتدفئة، ومناطق النوم، وهو ما يتطلب قوة بشرية كبيرة للبناء والدفاع.
ومع ضعف صفوف أوكرانيا بسبب الخسائر البشرية، يظل من غير الواضح ما إذا كانت كييف ستقوم بالمهمة في الوقت المطلوب لجعل الأمر مكلفا قدر الإمكان بالنسبة لروسيا.
وقال المسؤولون إن الدفاعات تشير أيضا إلى استراتيجية عبر جزء كبير من خط المواجهة تتضمن إبقاء القوات الروسية على أهبة الاستعداد بهجمات صغيرة والسعي لاستغلال العيوب في دفاعاتها.
وقال جيمس راندز، المحلل العسكري في شركة جينز، وهي شركة استخبارات دفاعية مقرها في لندن، إن الدفاعات التي بنتها أوكرانيا خلال الصراعات السابقة مع روسيا كانت استثنائية، وأضاف أن المخابئ في دونباس جافة ومحمية بغطاء علوي ومقاوم للحريق وحماية من الصواريخ الباليستية.
وأضاف: “المراكز التي عادوا إليها ليست في نفس المستوى بأي حال من الأحوال، وتحتاج أوكرانيا الآن إلى بناء سلسلة من المواقع الدفاعية أثناء الاتصال – وهو أمر صعب”.
حماية مناطق الجنوب والشرق
ويعتقد المحللون أنه من غير المرجح أن تبدأ أوكرانيا هجوما مضادا كبيرا هذا العام، واختارت بدلا من ذلك قضاء الوقت في إعادة تشكيل قواتها، لكنها ستظل بحاجة إلى محاولة درء الهجمات الروسية ومنع أي مكاسب صغيرة لموسكو من أن تصبح اختراقات كاملة.
ومنذ بداية العام، قامت أوكرانيا ببناء خطوط دفاعية طويلة عبر منطقتين في الجنوب، خيرسون وزابوريزهيا.
وإلى جانب الدفاعات الجديدة في الجنوب، أشار مسؤولون في البنتاغون ومحللون مستقلون أيضا إلى دفاعات أخرى خارج أفديفكا في الشرق.
ويحرص الجيش الأوكراني على منع تكرار ما حدث حول أفدييفكا في فبراير، بعد أن دخل الروس إلى تلك المدينة، حيث سمحت الدفاعات الأوكرانية الضعيفة لموسكو بمواصلة التقدم غربا.
وبينما قال أربعة مسؤولين في مقابلات، إن الدفاع القوي والمتعدد الطبقات لا يزال على بعد أسابيع، إن لم يكن أشهر، عبر القائد الأعلى للقوات الأمريكية في أوروبا، الجنرال كريستوفر جي كافولي، عن تفاؤله معتبرا أنه بالدعم المستمر ستتحسن الأوضاع.
الدفاع عن كوراخوف
وتختلف الدفاعات المقامة في شرق أوكرانيا بشكل ملحوظ عن العديد من تلك الموجودة في الجنوب، وبدلا من الخطوط الدفاعية العريضة، توجد منشآت تهدف إلى تحصين المناطق الحضرية التي تقع في مرمى النيران الروسية.
وتعتبر كوراخوف واحدة من هذه المدن والتي تقع شمال شرق مارينكا، والتي بدأت روسيا محاولة الدخول إليها عام 2014، عندما كانت تقوم بعمليات توغل في الأراضي الأوكرانية.
وبعدما سقطت مارينكا في أواخر العام الماضي، تظهر صور الأقمار الصناعية الآن أن أوكرانيا تعمل على حماية كوراخوف.
وقال مسؤولون إنه مع قيام روسيا الآن باجتياح كامل، فمن غير المرجح أن تتمكن أوكرانيا من حماية هذه المدينة.
حرب الخنادق
- تعتبر حرب الخنادق من الحروب البرية الدفاعية بدرجة أولى، حيث تسمح هذه الخنادق للقوات بالاختباء بشكل جيد من النيران، وتكون مؤمنة إلى حد كبير من المدفعية.
- ثمة حروب خنادق دامت لسنوات عديدة في الجبهة الغربية خلال الحرب العالمية الأولى، وبعد تلك الحرب، صار اسم “حرب الخنادق” يوازي حالة الانفراج العسكرية، وحرب الاستنزاف، والحصار.
- يزداد الاستخدام العسكري لحروب الخنادق عندما يصعب على القوات التحرك ومواكبة التطورات الكبيرة في القوة النارية.
- على الجبهة الغربية من العام 1914 إلى 1918، أنشأ كلا الطرفين شبكة خنادق معقدة، وتحت الأرض، وشبكة مخابئ محفورة مقابل لبعضها على طول خط الجبهة التي كانت مكشوفة أمام نيران المدافع من الجانبين.
- مع تطور الحرب وظهور تكتيكات جديدة وأسلحة متطورة، تراجع الاهتمام بحروب الخنادق.