وقال عومير دوستري المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ رئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الشاباك رونين بار “موجودان حالياً في القاهرة حيث يفاوضان للدفع قدماً نحو اتفاق (للإفراج) عن الرهائن” المحتجزين في القطاع.
تأتي هذه المفاوضات بعد يومين من انتهاء جولة شرق أوسطية جديدة قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من دون أن تؤدّي إلى حدوث انفراج في الجهود الرامية للتوصل لاتفاق حول وقف إطلاق النار وإطلاق سراح رهائن محتجزين في القطاع.
ومساء الأربعاء، أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “الضرورة الملحّة لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن”. لكنّ مكتب نتنياهو قال إنّ رئيس الوزراء يصرّ على تحقيق “كل أهداف الحرب” التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مشدّداً على أن هذا الأمر “يتطلّب تأمين الحدود الجنوبية” للقطاع الفلسطيني مع مصر.
ويؤشر ذلك الى تمسّك إسرائيل بإبقاء قوات إسرائيلية في القطاع، وهو ما ترفضه حركة حماس بشدة.
وقبل مغادرته المنطقة، سلّط بلينكن الضوء على معارضة بلاده “احتلال إسرائيل غزة لأمد طويل”، لكنه كان قد أكد أن نتنياهو قبِل بالمقترح الأميركي، مطالباً حماس بأن تحذو حذوه.
وفيما لم يُكشف رسميا عن مضمون الاقتراح الأخير الذي تقدّم به الأميركيون خلال جلسة تفاوض جرت الأسبوع الماضي في الدوحة، أكدت حماس أنّ المقترح الأميركي “يتماهى” مع شروط نتنياهو.
وتتمسّك حماس بموقفها الداعي إلى التقيد بالمقترح بالصيغة التي أعلنها بايدن في 31 مايو والتي أعلنت قبولها إياها في مطلع يوليو.
وينص ذلك المقترح على هدنة مدتها ستة أسابيع يصاحبها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في غزة وإطلاق حماس سراح رهائن خطفوا في 7 أكتوبر، ثم مرحلة ثانية تنتهي بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.
لكنّ وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأنّ نتنياهو يتمسّك بإبقاء قوات في محور فيلادلفيا، الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر.
وفي بيان نشره أخيرا، أوضح مكتب نتنياهو موقف رئيس الوزراء بشأن محور فيلادلفيا الذي يعدّ من أكثر النقاط حساسية في المفاوضات.
وقال مكتب نتنياهو في بيانه إنّ “التقارير التي تفيد بأنّ إسرائيل تدرس فكرة وضع قوة دولية على محور فيلادلفيا غير صحيحة. رئيس الوزراء نتنياهو يلتزم بالمبدأ القائل بأن إسرائيل يجب أن تسيطر على ممر فيلادلفيا من أجل منع حماس من أن تعيد تسلّحها ما يسمح لها بأن ترتكب مجددا الفظائع التي ارتكبتها في 7 أكتوبر”.
وأدى الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر إلى مقتل 1199 شخصا في إسرائيل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية. ومن بين 251 شخصا خطفوا في ذلك اليوم، لا يزال 105 محتجزين في غزة، من بينهم 34 أعلن الجيش مصرعهم.
وتردّ إسرائيل منذ ذلك الحين بقصف مدمّر وعمليات برية تسببت بمقتل ما لا يقلّ عن 40265 شخصا في قطاع غزة، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس والتي لا تذكر تفاصيل بشأن أعداد القتلى المدنيين والمقاتلين. وتقول الأمم المتحدة إنّ معظم هؤلاء القتلى هم من النساء والقصّر.