وجاء تنفيذ هذه العمليات بالتزامن مع إدخال حزب الله صواريخ جديدة في المعركة مثّلت مفاجأة لتل أبيب في أعقاب تدمير صاروخ “ألماس” دبابة “ميركافا” إسرائيلية بموقع البغدادي العسكري.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، يوم الأربعاء، إن حزب الله شنّ 8 عمليات إطلاق صواريخ نحو صفد، وأطلق 10 صواريخ على الأقل باتجاه أهداف عسكرية إسرائيلية، بينما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، إن قاعدة القيادة الشمالية الإسرائيلية تعرضت لقصف صاروخي.
والثلاثاء، أعلن حزب الله، استهداف 7 مواقع للجيش الإسرائيلي وتجمعات لجنوده بالقرب من الحدود اللبنانية الجنوبية، تضمنت وفق سلسلة بيانات، تجمعا لجنود في قلعة هونين وآخر في ثكنة ميتات وثالث بتجمع في محيط موقع المرج، وتجهيزات للتجسس في موقع حدب يارين، ومبنى تابعا للشرطة الإسرائيلية في مستوطنة كريات شمونة، وموقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية، فضلا عن السيطرة على مسيرة إسرائيلية من نوع “سكاي لارك”.
وللمرة الأولى أعلن حزب الله، خلال الأيام الماضية، استخدام صاروخ “ألماس” المطابق لصاروخ “سبايك” الإسرائيلي، إلى جانب صواريخ أخرى مثل “بركان” و”طوفان” و”منظومة ثأر الله” التي تحمل صاروخين من نوع “كورنيت”.
ما هي قدرات حزب الله الصاروخية؟
كشف حزب الله عن جانب من ترسانته العسكرية التي أدخلها للمواجهة لأول مرة، منذ هجوم حماس المباغت على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، وكان من أبرزها:
صاروخ “ألماس”
حظي هذا الصاروخ باهتمام إسرائيلي بعد تدميره دبابة “ميركافا 4” ومن أبرز قدراته:
• جيل جديد من صواريخ الكورنيت المضادة للدروع، ويستهدف التحصينات الخفيفة وأبراج المراقبة والنقاط العسكرية.
• طورته إيران من منظومة “سبايك” الإسرائيلية.
• يعمل بالتوجيه عبر الأشعة تحت الحمراء وبه كاميرا تنقل صورة عالية الدقة للهدف طيلة تحليقه حتى لحظة إصابته.
• له رأس حربي للاختراق في الأمام، ويتموضع الرأس المتفجر بمؤخرة الصاروخ لإحداث التدمير المطلوب.
• يصيب هدفه على بعد 8 كيلومترات.
• هناك 3 طرازات هي “ألماس 1″ بمدى 8 كيلومترات، و”ألماس 2″ بمدى 7 كيلومترات، و”ألماس 3” بمدى 10 كيلومترات.
• وزن الرأس الحربي 6.8 كيلوغرام.
• سرعته 250 مترا في الثانية ويخترق الدروع بسمك 1000 إلى 1200 ميليمتر.
منظومة “ثأر الله”
تتكون من منصة تحمل صاروخي “كورنيت” موجهين لضرب هدف واحد لكن بفارق أجزاء من الثانية، ومن قدراتها:
• نسخة معدلة من منظومة “دهلاويه “الإيرانية.
• ينطلق صاروخيها لتحقيق أكبر قدر من التدمير وتفادي منظومة “تروفي” الإسرائيلية في دباباته لتعطيل المقذوفات القادمة.
• سهلة الحركة وقادرة على المناورة وتستخدم ليلا ونهارا.
صاروخ “طوفان”
كان ضمن أشهر صواريخ حزب الله التي استهدفت المواقع العسكرية لإسرائيل وهو مؤثر في ضرب الأهداف البعيدة، ومن أبرز خصائصه:
• مضاد للدروع وهو نسخة من الصاروخ الأميركي “تاو”.
• وزنه قرابة 3.5 كيلوغرامات ويمتلك رأسا حربيا شديد الانفجار.
• يستطيع اختراق دروع الدبابات.
• يبلغ مداه عند الإطلاق 3850 مترا.
• سرعته القصوى نحو 310 أمتار في الثانية.
صاروخ “بركان”
• قصير المدى مصنع محليا.
• يحمل رأسا متفجرا يزن ما بين 300-500 كيلوغرام من المواد شديدة الانفجار والقادرة على إحداث أثر تدميري كبير.
• مدى نسخته الأولى ما بين 300 إلى 500 مترا.
• جسم أسطواني محشو بكمية كبيرة من المتفجرات بمحرك دفع صغير.
• طوّره حزب الله واستخدمه للمرة الأولى خلال المواجهة الحالية مع إسرائيل بعد اندلاع حرب غزة.
كم تبلغ ترسانة حزب الله من الصواريخ؟
وفق موقع “ميليتري ووتش” العسكري، فإن حزب الله يمتلك فئة جديدة من الصواريخ المضادة للدبابات تشبه صواريخ منظومة “سبايك” الإسرائيلية و”جافلين” الأميركية، والتي اكتسبت مؤخرا شهرة كبيرة في أعقاب استخدامها في الحرب بأوكرانيا.
ويشير الموقع إلى أن صواريخ حزب الله بها رؤوس حربية مشحونة وترادفية ولها قدرة على الاشتباك مع الدروع العليا.
وبحسب الموقع فإن حزب الله يمتلك أيضا:
– الصواريخ الصينية السهم الأحمر Red Arrow-12 أو “جافلين الصيني” وحصل عليها عن طريق إيران أو كوريا الشمالية.
– صواريخ ” ألماس” واغتنمها خلال حرب 2006 من إسرائيل وقدمها لإيران لتطويرها.
– صواريخ “كورنيت” الروسية التي أثبتت فاعلية ضد “ميركافا 4”.
أما وبحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية “CSIS”، فإن حزب الله يعد الجهة غير الحكومية، الأكثر تسليحا بالعالم، لامتلاكه مخزونا كبيرا ومتنوعا من صواريخ المدفعية غير الموجهة، والصواريخ الباليستية والمضادة للطائرات والدبابات والسفن، ويتلقى باستمرار معدات إيرانية متطورة.
وأجرى المركز حصرا للترسانة الصاروخية لحزب الله، أظهرت أن:
– استخدامه للصاروخ الكوري الشمالي “فينيكس-3” الأقوى ضد الدبابات.
– عزز قدرته بشبكة أنفاق ومخابئ بجنوب لبنان لإيواء وحدات المدفعية المتنقلة من الضربات الإسرائيلية.
– ترسانة صواريخه تقدر بنحو 200 ألف قطعة مداها الأقصى يصل 700 كيلومترا ومسيرات وصواريخ مضادة للطائرات والسفن والدبابات وقذائف هاون.
– صواريخ “سكود سي” و”سكود دي” بعدد محدود.
– لديه صواريخ مضادة للسفن “سي 802” صينية الصنع، وصواريخ “ياخونت” الروسية المطورة من صواريخ “كورنيت” بمدى بين 120 و300 كيلومترا.
– صواريخ تستطيع التصدي للطائرات المسيرة والمروحيات مثل “إس إي 17″ و”إس إي 22”.
وعن قدرات حزب الله الصاروخية، قال الخبير الاستراتيجي العميد هشام جابر، لموقع “سكاي نيوز عربية” إن الحزب يمتلك مجموعة كبيرة من الصواريخ، بدءا من “الكاتيوشا” حتى “الغراد”، ويظهر أحيانا أسلحته في إطار الحرب النفسية، ويخفي الكثير منها ليترك حيرة لدى إسرائيل.
وأضاف جابر أن ترسانة حزب الله الصاروخية عبارة عن:
– صواريخ “سكود” وأخرى “أرض- أرض” إيرانية الصنع وبأعداد كبيرة.
– منظومات صواريخ قصيرة المدى ومتوسطة وبعيدة المدى مداها 250 كيلومترا.
– صواريخ “زلزال” بعيدة المدى ونسخته المطورة “فاتح 110”.
– صواريخ متوسطة المدى من طراز “فجر 3 و5″ و”خيبر” أو “رعد 2 و3” ومداها حوالي 100 كيلومتر.
– صواريخ “غراد” بمدى يمتد بين 15 إلى 20 كيلومترا، إضافة إلى صواريخ كاتيوشا الروسية بمدى 30 كيلومترا.
– منذ عام 2006 طوّر مسيرات “أيوب” و”مرصاد” وتنفذ مهمات استخبارية على مدى 400 كيلومتر وتحمل ذخائر.
ما خطورة استهداف “ميركافا” بالنسبة لإسرائيل؟
بعد استهداف حزب الله دبابة “ميركافا” الإسرائيلية، قالت صحيفة “هآرتس” إن صاروخ “ألماس 1” لديه قدرات متقدمة تُتيح لمشغّليه إطلاقه باتجاه الهدف، حتى عندما يكون خلف سلسلة مرتفعات أو عندما لا يكون موجودا على خط رؤية مباشر.
وبحسب الصحيفة، فإن صاروخ ألماس يمكن إطلاقه بشكل عام نحو مكان الهدف المتوقع، حتى عندما لا يكون مرئيا لدى المطلِق أو مساعده.
كما أعربت صحيفة “يديعوت أحرنوت” وموقع “إسرائيل 24″، عن تخوفهما من دخول “ألماس” ساحة المواجهة لقدرته على الطيران بمسار مقوس للأعلى واجتيازه الأسوار والدشم لضرب الدبابات الإسرائيلية.
وحول ذلك يقول المحلل العسكري الإسرائيلي طال عنبر، إن الحزب استخدم للمرة الأولى “ألماس” الذي يعود أصله لمنظومة “سبايك” الإسرائيلية التي سقطت غنيمة بيده في حرب 2006، مضيفا أن “صواريخ حزب الله المضادة للدروع مشكلة فعلية للجيش الإسرائيلي بعد أن تلقى الحزب من حركة حماس معلومات استخباراتية عن أحدث أنظمة حماية الدروع والمركبات ودبابات ميركافا التي سقطت بيد كتائب القسام في غزة”.